رقم هاتف المكتب

٩٩١ ٥٨ ٠١٠٠٠٠

البريد الإلكتروني

[email protected]

أوقات العمل

الأحد إلى الخميس: ٩ ص - ٣ م

خلاصة الخلاصة

ـــــ

    يخلص الإمام الطيب فى محاضرته إلى العلماء , بعد ما تحدث عن العلاقة بين الدين والحضارة , إلى ما كان عليه أمر المسلمين قديمًا , حين كانوا يتعاملون مع الدين تعاملاً شاملاً نصوصه وروحه ومقاصده , إلاًّ أن الأمر قد آل الآن إلى وقوف كثيرين عند ظواهر بعض النصوص , وجَمد على فهم  السابقين , ونظر إلى هذه المفاهيم أو « الفهوم » السابقة نظرته إلى « النص » المعصوم . مع أن النصوص ذاتها قابلة للفهم المتجدد والقراءة الواعية لأهداف النص ومقاصده , وإلاَّ أصيب المسلم بالإنفصام النفسى بين فكره وسلوكه .

   والعلماء هم أولى الناس بالمسئولية عما يحدث للمسلمين اليوم , وما كان ذلك ليحدث لو أن علماء الأمة ومفكريها يقظون متفطنون لما يدبر لهذه الأمة من داخلها ومن خارجها .

    وبقاء هذه الأمة حيّة , رغم كل الضربات القاتلة التى تُسدد إليها ــ لا يرجع فى الواقع إلى أرباب العلم والفكر , وإنما مردّه  إلى الله القوى العزيز , الذى تعهد من لدنه بالحفاظ على القرآن الكريم , ومن ثم على بقاء هذه الأمة على قيد الحياة .

    فإذا كان العلماء هم ورثة الأنبياء كما جاء فى الحديث الشريف , فإن هذه الوراثة لا تقتصر على وراثة العلم والتشريع وكفى , بل تشمل رعاية كل ما تقتضيه الرسالة فى الإصلاح والتغيير , وبذل الجهد الكافى اللازم لإنقاذ الأمة وإسعادها .

    ويضيف الإمام الطيب :

      « لا مفر لنا اليوم من تجديد الوعى وتوسيع الفهم , والنزول إلى الواقع , والتَّعامل المباشر الحى مع المشكلات والوقائع , بفتاوى شجاعة تتعامل مع المشكلات العالقة , دون تردُّدِ أو تخوف , أو تناقضٍ بين الفَتاوى فى المسألِة الواحِدة والمجتمع الواحد .

     « إن شريعة الإسلام هى شريعة صالحة لكل زمان ومكان , فأين هذا مما نحن فيه اليوم من صراع بين متطلَّبات الحياة من ناحية , والفتاوى المتشدِّدةِ والأقوال المتَسَيِّبة من ناحيِةأخرى , وصمتِ العلماء المؤهَّلين من ناحية ثالثةٍ ؟! إنَّ معنى صلاحيَّةً الشريعة لكل زمان ومكان أنها شريعة جاهزة وقادرة على تلبيه الحاجات المتجددة لحياة الإنسان المسلم , ومعلوم أن ذلك لا يكون إلا بتجدُّد أحكام الشريعة واختلاف الفتوى من زمنٍ لزمنٍ ومن مكان لآخر .

   « ومن العجيب أنَّنا ــ نحن أهل العلم ــ نحفظ عن ظهر قلب ويتردد على ألسنتنا دائمًا أن الفتوى ــ فى شريعة الإسلام ــ تتغَّير بتغَّير الزَّمان والمكان والأحوال والأشخاص , ومعنى ذلك أن الفتوى التى كانت تواكب مستجدات القرن الماضى قد لا تصلح لمستجدات اليوم التى لا تكف عن التبدل والتغير , وإذن فكيف رَهَنَّا مُشكلات اليوم بفتاوى القُرون الخَوالى , وحكَّمنا فيها أقوالاّ لو بُعث أصحابُها اليوم لقالوا غير ما قالوه , كما نحفظ أيضًا , وعن ظهر قلبٍ قول النبى صلى اللع عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» فأين التَّجديد وأين المجدّدون ؟ وليت الخطَب اقتصر على غياب المجتهدين والمجدِّدين , وترك الناس ومانشؤوا عليه فى عباداتهم ومعاملاتِهم , إذّا لهان الأمر وسهل , ولكن ابتلينا بمن يفهم النصوص على هواه , ويوظف الدِّين لارتكاب الجرائم والكبائر والموبقات , وحسبُنا داعش وأخواتها وفتاواها التى استطاعت بخطاب دينىِّ مغشوشِ أن تستقطب شبابًا , وفتيات فى عمر الزهور , يقطعون آلاف الأميال , ويتحمَّلون من السفر ومشقَّته ما يصعب على أولى العزم من الرِّجال , لينخرطوا فى التَّنظيم أو ليفجروا أنفسهم طلبًا للجنة فى زعمهم . »

 

المقالات الموصى بها

اكتب تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *